في مشهد يعكس عمق القوة الكروية المغربية، عززت منتخبات المغرب سيطرتها على مختلف المسابقات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، لترسم صورة دولة كروية شاملة، تتفوق على جميع الجبهات وتصنع التاريخ بجميع فئاتها.
تتويج جديد للمحليين: سيطرة أفريقية
كان المشهد الأبرز الأسبوع الماضي، عندما رفع منتخب المغرب للمحليين كأس بطولة أمم أفريقيا للمحليين للمرة الثالثة في تاريخه، بعد انتصار مثير على مدغشقر 3-2 في المباراة النهائية. هذا التتويج لم يكن صدفة، بل تتويج لاستراتيجية متكاملة تجعل من المغرب الرقم القياسي في هذه البطولة بفوزه بنسخ 2018 و2020 و2025، ليؤكد هيمنة مطلقة على ثاني أقوى مسابقة في القارة السمراء.
إنجازات متعددة: من القمة إلى القاعدة
ما يميز المسيرة المغربية هو التنوع والشمولية في الإنجازات:
لقب وحيد لكن تاريخي في أمم أفريقيا للكبار (1976) كان البداية، عندما توج الأسود على حساب عمالقة مثل غينيا ونيجيريا ومصر. اليوم، يتطلع المغرب بشغف لاستضافة النسخة المقبلة ورفع الكأس على أرضه.
بطولة أمم أفريقيا تحت 23 عاماً التي استضافها المغرب مؤخراً وشهدت تتويجاً دراماتيكياً على مصر بهدفين لواحد بعد التمديد.
إنجازات شبابية واعدة توجت بلقبين في الفئات السنية: تحت 20 سنة (1997) وتحت 17 سنة في النسخة الأخيرة، مما يؤكد استدامة الإنتاج الكروي.
سر النجاح: منظومة متكاملة
هذا التفوق المتعدد ليس محض صدفة، بل نتاج رؤية استراتيجية تعتمد على:
استثمار في البنية التحتية: ملاعب ومعاهد متطورة.
تطوير الدوريات المحلية التي تنتج مواهب تلعب في البطولات الأفريقية للمحليين.
برامج تكوينية متجانسة عبر جميع الفئات العمرية.
ثقة في الكفاءات المحلية التي تدرك خصوصية الكرة المغربية والأفريقية.
مستقبل واعد
مع استضافة كأس الأمم الأفريقية للكبار نهاية هذا العام، يواجه المنتخب المغربي تحدياً تاريخياً لتكرار إنجاز 1976 أمام جمهوره. النجاح في ذلك سيكون تتويجاً لمسيرة طويلة من التخطيط والعمل الدؤوب.
المغرب لم يعد مجرد فريق قوي، بل أصبح مدرسة كروية أفريقية تقدم نموذجاً في الإدارة والتنمية والتخطيط، تتفوق فيه على جميع الجبهات: محليين وناشئين وشباب وكبار. أسود الأطلس لم تعد فقط تسطر الإنجازات، بل تصنع تاريخاً جديداً للكرة الأفريقية، بخطى ثابتة وروح لا تعرف المستحيل.