رفض شعبي واسع للمغاربة يربك مشرفي حركة “GenZ212” على Discord
قوبلت دعوات حركة “GenZ212” إلى الخروج يوم 18 أكتوبر برفض واسع من طرف المغاربة على مختلف المنصات الرقمية، في مشهد يعكس تمسكا جماعيا بالاستقرار ورفضا لأي محاولات مشبوهة لزرع الفوضى تحت غطاء الاحتجاج.
ففي الساعات الأخيرة، سادت حالة من الارتباك والاستياء داخل خادم الحركة على تطبيق Discord، حيث عبّر عدد من المشرفين والمشاركين عن انزعاجهم من الموجة الواسعة من الردود الرافضة التي غمرت الصفحة الرسمية للحركة على “فيسبوك”، بعد أن سارع مواطنون مغاربة إلى التعبير عن رفضهم القاطع لأي دعوات تهدف إلى التشويش أو الإخلال بالنظام العام.
وكشفت تسريبات عن نقاشات الخادم أن بعض المشرفين اقترحوا الاقتصار على النشر في خاصية “الستوري” بدل المنشورات العادية، في محاولة لتفادي سيل التعليقات المنتقدة التي تفضح زيف الدعوات وتُفشل جهود التعبئة التي كانوا يخططون لها.
وتظهر المعطيات أن النقاشات داخل خادم “GenZ212” أخذت طابعا متوترا، بعدما لاحظ الأعضاء أن أغلب التفاعلات على منشوراتهم الأخيرة جاءت في شكل تعليقات انتقادية حازمة تدعو إلى تغليب روح المسؤولية واحترام المؤسسات، في مقابل محاولات فاشلة من بعض المشرفين لتبرير العزوف الشعبي والتقليل من حجم الرفض الذي واجهوه.
وجاءت هذه الردود الشعبية في وقتٍ كانت فيه المدن المغربية تعيش على وقع فرحة جماهيرية عارمة مساء أمس، احتفالا بتأهل المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة إلى نهائي كأس العالم بالشيلي 2025، حيث خرجت حشود كبيرة إلى الشوارع للاحتفال، في مشهد وحدوي عفوي عكس الانسجام الوطني العميق والتفاف المغاربة حول رموزهم وإنجازاتهم، بعيدا عن أي دعوات للفوضى أو التأزيم.
هذا الرفض الشعبي الواسع شكّل ضربة موجعة لمشرفي “GenZ212” الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة رأي عام موحد يرفض الانجرار خلف شعارات فضفاضة، ويؤكد أن مستقبل المغرب لا يُرسم في غرف الدردشة ولا على خوادم Discord، بل عبر العمل الجاد والمسؤول داخل المؤسسات.
وفي خضم هذا المشهد، برزت من جديد حملة #هنيونا التي أطلقها رواد مواقع التواصل للتنبيه إلى خطورة الخطابات التحريضية والمجهولة المصدر، والدعوة إلى حماية الفضاء الرقمي من محاولات الاختراق والتأثير الخارجي، في تأكيد جديد على أن المغاربة، بمختلف فئاتهم، اختاروا الوعي بدل الانفعال، والوطن بدل الفوضى.