أخر الاخبار

مملكة تازروالت بالسوس الكبير ...


مملكة تازروالت بالسوس الكبير ...

في القرن السابع عشر أسس السوسيون مملكة تازروالت المستقلة يحكمها بيت إيليغ

وبايع السوسيون أميرهم أبي حسون السملالي ( علي بودميعة 1613ـ1659 ) حفيد الشيخ سيدي حماد اوموسى بداية القرن 17 ، ووصلت توسعات المملكة لمنطقة تافيلالت وتمبوكتو بإفريقيا بعد بداية إنهيار الدولة السعدية وكان لازم من يخلفها بالضرورة على مد سلالة حاكمة جديد للمغرب وكان التنافس بين السملاليين السواسة و العلويين الفيلالة سينتهي بإنتصار العلويين كليا في بداية القرن 19 بعد توغلهم وإستغلال النسب الشريف بين قبائل الشمال وحركات متعددة على المملكة ..

* وكانت سوس حينها تعج بعلماء الدين والشعراء بالعاصمة إيليغ حتى كانوا لا يختلفون كثيرا عن مستوى علماء الدين والشعراء بفاس مركز المخزن السعدي الذي سقط في هذه الفترة ....وقد أنشد أحد هؤلاء الشعراء يوم مبايعة الامير ابي حسون السملالي قائلا :
فالمغرب الأقصى جميعا ناظر *** يوما تجول عليه منك يمين
فيرى العدالة كيف كانت والهدى *** والعز بالإسلام كيف يكون
والعلم كيف يكون نشر ضيائه *** في الناس حتى يعلم المسكين
 
هذه الأبيات وغيرها في مواضع أخرى دليل على أن الإمارة السوسية السملالية كانت في طريقها لضم جميع مناطق المغرب الأخرى ، وهذا دأب عليه جميع الدول الناشئة في المغرب ، بحيث كانت ذات بُعد وطني لحكم بلاد المغرب، والسيطرة على جهاز المخزن ولم تكن تركن فقط لمناطقها ..

* إمارة سوس كانت لديها علاقات ديبلوماسية كبيرة مع مجموعة من الدول الأوروبية وبالخصوص هولاندا ( المغرب خلال فترة السعديين أول من إعترف بالدولة الهولندية عندما كانت تسمى جمهورية الأقاليم السبعة المتحدة سنة 1579 ) فضلا تعامل تجاري مع فرنسا وإنجلترا ، وكانت الإمارة تضم لها ممثلين يهود بتلك الدول ، فضلا على يهود مسؤولين في مراتب الوزارء في الإمارة خصوصا عائلة بلاش اليهودية المعروفة ( صامويل  آل بالاتش في الصورة ) ..

صامويل آل بالاتش
صامويل آل بالاتش

مملكة تزروالت أو الإمارة السملالية كانت قد سيطرت على الطرق التجارية لإفريقيا ، وأضحت متحكمة في كل منطقة الصحراء لتخومً غينيا والنيجر مما ساهم في غنى هذه الإمارة من خلال التجارة والذهب ، وكذلك تجارة العبيد والأسرى الاوروبيين بإيليغ الذين كانوا يشتغلون في البناء و يفتدون بأموال طائلة بعد ذلك ..

وللأسف تعرضت عاصمة المملكة السملالية ( إيليغ ) للتدمير الكلي من طرف العلويين وحلفائهم سنة 1670 عندما إشتدت شوكتهم ، إنتقاما من سيطرة السملاليين السابقة على تافيلالت، وأسر جد الأسرة العلوية الشريف بن علي وإعتقاله لسنوات بسوس تقدرها المصادر في 4 ..وسبق للصحفي الراحل مصطفى العلوي أن هاجم منذ سنوات هذه الإمارة السوسية من خلال مقال له , وإتهمها بالإنفصال والعمالة مع اليهود، وربطها بالتطبيع الذي مارسه بعض مناضلي الحركة الأمازيغية مع إسرائيل وبالطبع لو كان معنا اليوم سيلجم فمه لأن احفاد السملاليين ليس هم من يوقعون الآن ...
 
* حاول سيدي هاشم بن علي الأليغي ( توفي في عام 1825)، جعل الإمارة تستعيد موقعها السياسي في نهاية القرن الثامن عشر تحت قيادته )، ومن هنا جاءت اسم ولاية سيدي هاشم في القرن التاسع عشر إلى هذه الإمارة الذين لعبوا دورا قياديا في التجارة العابرة للصحراء ..
 
في عام 1882، نجح سلطان مولاي حسن الأول العلوي في حركة مخزنية في إخضاع الحاكم السابق سيدي حسين بن هاشم (1842ـ 1886) وقام ببناء مدينة تزنيت لي ازاحت إيليغ وراقبات البحر لأن تازروالت كانت تستمد قوتها من تجارتها مع العالم بحرا وإفريقيا ..
أستمر هذا الوضع لوقت قليل فبدأ التوغل الإستعماري الفرنسي بالمغرب ككل الذي قضى على الإستقلال الذاتي الذي تمتعت به قبائل السوس الكبير على مر تاريخ المغرب بإنشاء دولة مركزية حاولت تعريب الأخضر واليابس وتهميش اللغة والثقافة الأمازيغية ...
وساعتها كان ثمة مثل معروف في المغرب أثناء صراع فيلالة وسملالة يقول ( فيلالة وسملالة غيرهم لا لا )
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-