أخر الاخبار

هكذا اندلعت انتفاضة الربيع الأمازيغي في 20 افريل 1980

هكذا اندلعت انتفاضة الربيع الأمازيغي في 20 افريل 1980

 حاوره: لخضر رزاوي
في هذه الحلقة يكشف السيد براهيمي عن أسباب انتفاضة أفريل 1980، وكيف بدأت بمنع والي تيزي وزو الكاتب مولود معمري من إلقاء محاضرة حول الشعر القبائلي القديم، لتنتهي بتدخل القوات الخاصة بأمر من السلطات العليا، والاعتداء الوحشي على الطلبة، كما يتحدث السيد براهيمي عن دور سعيد سعدي في الانتفاضة، وإشاعة 32 قتيلا التي أشعلت الجزائر العاصمة، كما يعود بنا المتحدث إلى تفاصيل مسيرة 1977 التي نظمها الطلبة من الجامعة المركزية إلى قصر الرئاسة
  لنعد إلى انتفاضة أفريل 1980، الكثير من الجزائريين يسمعون عن تلك الأحداث.. ماذا حدث بالتحديد؟ 
  الانتفاضة جاءت نتيجة مجموعة تراكمات.. ويجب ألا نقلل من دور الجامعة خصوصا جامعة تيزي وزو ثم جامعة العاصمة.. وانتفاضة 1980 كانت متوقعة خصوصا أن جامعة تيزي وزو كانت موجودة منذ عام 77 وكانت منظمة من الداخل من طرف الطلبة في نقابة حرة قوية.
 من كان يتزعم تنظيم جامعة تيزي وزو؟
 هذا التنظيم تأسس في أعقاب إضراب 1979 بالجامعة، ظهرت قيادات طلابية كثيرة منها من أصبح في الصفوف الأولى لأحداث 1980.
 من بينهم سعيد سعدي؟
 لا.. سعيد سعدي لم يكن طالبا وقتها، بل كان طبيبا يعمل في مستشفى تيزي وزو.. أنا الآن أتحدث عن جامعة تيزي وزو، التي فتحت أبوابها في 77، فظهرت نقابة حرة لهذه الجامعة تشكلت في شكل لجان معاهد ولجان أحياء جامعية، وبرزت على رأسها شخصيات معروفة فيما بعد من بينهم جمال زناتي، طاري عزيز، لعماري ادريس، وهو أستاذ رياضيات في جامعة تولوز.
 ومصطفى باشا كان من جماعة تيزي وزو أليس كذلك؟
 لا.. باشا مصطفى كان معنا في الجزائر العاصمة في جماعة بن عكنون السرية، وإضراب 1979 خلق اتصال بين جماعتنا مع قيادة إضراب جامعة تيزي وزو عن طريق باشا مصطفى وصالح بوكريف، رحمهما الله.
 ما هو الهدف من الاتصال؟
 الهدف كان لبناء تنسيق بين الجماعتين حول فكرة تأسيس نقابة طلابية حرة، وإعادة بناء اتحاد طلابي مستقل عن النظام، ليكون لهذا التنسيق دور كبير في انتفاضة افريل 1980.
 ولكن لحد الآن لم تقل لي كيف انطلقت الانتفاضة؟
طلبة تيزي وزو استدعوا مولود معمري رحمه الله لإلقاء محاضرة حول الشعر القبائلي القديم، وكان ذلك في الـ 10مارس 1980  ـ على ما أعتقد ـ إلا أن والي تيزي وزو آنذاك قرر منع المحاضرة، ولما منعت المحاضرة، خرج الطلبة إلى الشارع في 11 مارس.. ذلك الخروج بمثابة إشارة علنية للثورة الشعبية.
 الثورة الشعبية التي كنتم تحلمون بها في بداية السبعينات؟
 نعم التي كنا نحلم بها في رؤوسنا، لأنه لأول مرة منذ سنوات تنظم مسيرة بذلك الشكل، بعد مسيرة 71 في أعقاب إلغاء الرئيس هواري بومدين لاتحاد الطلبة الجزائريين، ثم مسيرة الطلبة في عام 1977 في العاصمة نحو قصر المرادية.
 لماذا هذه المسيرة أقصد مسيرة 1977.. هل كانت في إطار مطلب القضية الأمازيغية؟
 هذا حدث ظرفي، ليس له أي علاقة بالمطلب الأمازيغي، حيث كان طلبة قسم علم النفس بالجامعة المركزية مضربين عن الدراسة لمدة 6 أشهر، لتختم بتنظيم مسيرة لـ 500 طالب، من الجامعة المركزية إلى قصر الرئاسة بالمرادية.
 من التقيتم عند وصولكم إلى قصر المرادية؟
 لم نلتق وقتها بشخصيات معروفة، ولكن سلمنا وثيقة أرضية المطالب لموظفين بالرئاسة.
 ما هي أهم المطالب التي تضمنتها تلك الأرضية؟
 الشرطة اعتقلت 14 طالبا من طلبة معهد علم النفس بالجامعة المركزية، طالبنا بإطلاق سراحهم، وفعلا أفرج عنهم في نفس اليوم، قبل أن تغتنم السلطة العطلة الصيفية لاعتقال أحد الطلبة، وهو السيد بوربون من ولاية سطيف، لمدة 6 أشهر حيث عذب بشكل كبير.
 لماذا تم اعتقال هؤلاء الطلبة؟
 لا علاقة بهذا الموضوع مع موضوعنا.
 أعرف، ولكن أعتقد بأنه حدث مهم؟
 كان ذلك في إطار النشاط العادي لنا كطلبة نقابيين، كان طلبة معهد علم النفس قد دخلوا كما سبق لي وان أبلغتك في إضراب عن الدراسة لمدة 6 أشهر، تحت شعار "ما هو مصيرنا بعد التخرج"، لأنه في ذلك الوقت يتخرج المئات سنويا من حملة شهادة الليسانس في علم النفس، دون مناصب شغل، فطالبوا بقانون أساسي للنفسانيين، والحق في العمل بعد التخرج، ولكن السيد "رحال" رحمه الله وزير التعليم العالي وقتها ترك الأمور تتعفن، ما جعل أحد الطلبة المضربين يحرر بيانا عنوانه "لافالان" ـ فراشة الليل ـ ينقد فيها بشدة نظام بومدين، ويخاطب الشعب الجزائري في مقدمة ذلك البيان، بعبارة "أيها الشعب الجزائري هل أنت تصلح فقط للتصويت بنعم؟"، إشارة إلى تزوير الاستفتاء على الميثاق الوطني سنة 1976. وهذا البيان لم يطبع منه سوى 14 نسخة فقط، لأن صاحبه لا يملك إمكانيات النشر، ولما علق البيان على جدران الجامعة المركزية، تدخلت مصالح الأمن واعتقلته رفقة 14 طالبا.
 ثم ماذا حدث بعد ذلك؟
 نحن في جماعة بن عكنون، كان لنا نفوذ كبير في كلية الحقوق والحي الجامعي طالب عبد الرحمن، وبفضل باشا مصطفى الذي كان طالبا في معهد العلوم الاقتصادية، في الجامعة المركزية، تدخلنا للتضامن مع الطلبة المعتقلين، وكنّا وقتها التنظيم الوحيد الذي ساند هؤلاء الطلبة.
 هل وقف الإسلاميون إلى جانب هؤلاء الطلبة؟
لا.. كنا التنظيم الوحيد الذين ساندهم، الإسلاميون التزموا الصمت، وكانوا يراقبون الأوضاع عن بعد، وكانوا يدّعون بأنهم لا يمارسون السياسية، أما جماعة الطلبة المتطوعين فقد عارضوا ذلك الإضراب أصلا.. نظمنا المسيرة من الجامعة المركزية نحو رئاسة الجمهورية بالمرادية، كانت مسيرة ضخمة، حتى عناصر الشرطة كانوا يهربون لكبر عدد المشاركين، خاصة وأنهم لم يروا مسيرة بذلك الحجم منذ سنوات، ولما وصلنا إلى قصر المرادية سلمنا عريضة المطالب إلى موظفين من الصنف الثاني بالرئاسة، ليتم إطلاق سراح الطلبة المعتقلين في نفس اليوم.. قبل أن يتم اعتقال الطالب "بوربون" محرر البيان خلال العطلة الصيفية، حيث تعرض حسب بعض الشهادات للتعذيب بشدة، إلى درجة أن هناك من قال بأنه فقد قدراته العقلية جراء التعذيب، ومنذ ذلك الوقت لم يظهر له أي أثر في الجامعة.
 لنعد إلى مسيرة 11 مارس 1980.... هل شاركتكم كطلبة جامعة الجزائر العاصمة في المسيرة؟
 لا.. لم نشارك فيها، المسيرة كانت في مدينة تيزي وزو، ونحن كنا في العاصمة، إلا أن المسيرة رغم "مطلبها المتعلق بالهوية" كان لها مغزى سياسي كبير حيث فتحت لأول مرة الفضاء أمام الجميع للنضال ضد النظام بصفة علنية وبطريقة سليمة وشعبية.
 حتى أمام الإسلاميين؟
 الإسلاميون لم ينظموا مسيرات ولم يخرجوا إلى الشارع إلا بعد أحداث أكتوبر 88، باستثناء مصطفى بويعلي، فقد كانوا ينظمون فقط تجمعات داخل المصليات والأحياء الجامعية.
 ما هو شعار مسيرة تيزي وزو؟
 التنديد بمنع محاضرة مولود معمري والاعتراف باللغات والثقافات الشعبية، منها اللغة الأمازيغية.
 وماذا حدث بعدها؟
 بعد خروج الطلبة إلى الشارع، قام هؤلاء الطلبة بالاستيلاء على الجامعة، وشرعوا في تنظيم مناقشات وتجمعات يومية، ليتم بعدها تشكيل لجان طلابية، تم تنظيم لجنة شعبة لتنسيق المطالبة بالحق في الأمازيغية، وبعدها كانت محطة هامة وهي 7 أفريل من نفس العام، قبل الدعوة إلى مسيرة شعبية في العاصمة.
 من هي الجهة التي دعت إلى المسيرة؟
 الفكرة جاءت من فوج جماعة الافافاس.
 ممثل الحزب داخل الجامعة؟
 لا.. ليس طلبة، الشيء الذي لم أقله لك، هو أنه خارج التنظيم الطلابي كانت هناك جماعة مناضلين من قدماء مناضلي الحركة الأمازيغية منهم سعيد سعدي، انضموا إلى جبهة القوى الاشتراكية في عام 1978، بعد أن اتصلوا بحسين آيت أحمد، واقترحوا عليه الانضمام إلى الحزب..والافافاس كان وقتها عبارة عن قيادة بدون جسم.
 كيف ذلك؟
 الأفافاس كان عبارة عن قيادة بدون مناضلين، لأن الحزب كان بالتقريب منعدم الموجود منذ أواخر الستينات، حيث كان فقط عبارة عن قيادة موجودة في المهجر، إلا أن جماعة سعيد سعدي أعطت بانضمامها الافافاس الجسم الذي لم يكن يملكه الحزب، كما أن جماعة سعيد سعدي كانت فوجا معتبرا ليس لديه قيادة معروفة، وأعطوا لأنفسهم بذلك الانضمام قيادة وهو شخصية تاريخية معروفة وهو السيد حسين آيت آيت أحمد، بمعنى أن جماعة "سعدي" أعطت الافافاس امتدادا في الأوساط الشعبية، فيما أصبحوا بعد ذلك يتحدثون باسم آيت أحمد..
وماذا حدث بعد هذه الصفقة إن صح التعبير بين جماعة سعدي وايت أحمد؟
هذه الجماعة قبل أحداث أفريل 1980 كانت مسيطرة على مركزين هامين في منطقة القبائل في ذلك الوقت، أولهما مستشفى تيزي وزو بقيادة سعدي الذي كان طبيبا وقتها، والمركز الثاني في مصنع النسيج بذراع بن خدة.
من كان يتزعم فوج مصنع النسيج؟
كان بردوس معمر رحمه الله..وإضافة إلى هذين المركزين هناك فوج جامعة تيزي وزو  ليلعبوا جميعا في ما بعد دورا كبيرا في التنسيقية الشعبية... والنداء إلى مسيرة 7 أفريل نابع أولا من أوساط الأفافاس.
باقتراح من سعيد سعدي؟
لم أكن حاضرا بينهم، وبالتالي من الأفضل أن نقول الأفافاس، لأنني لم أعرف صاحب الفكرة، حتى أن سعدي كان وقتها ينتمي إلى الأفافاس، المهم بعد أن استجابت جامعة تيزي وزو تم التنسيق مع جماعتنا "بن عكنون" في ليلة السادس أفريل، لنجتمع في نفس الليلة وقررنا أن نشارك بقوة في تلك المسيرة.
هل وجهوا لكم الدعوة؟
الدعوة وجهت لنا عن طريق فوج جامعة تيزي وزو وليس عن طريق الأفافاس.
من أين كانت نقطة انطلاق المسيرة؟
كانت مقررة أن تنطلق من ساحة أول ماي، وفي يوم 7 أفريل، وبعد تجمع المواطنين في المكان المحدد تحضيرا للمسيرة، تدخلت مصالح الأمن واعتقلت نحو 135 شخص،  وجمعوهم في ساحة محافظة الشرطة المركزية بعميروش... وبعد سماعهم شرعوا في إطلاق سراحهم واحد تلو الآخر، بحسب أهمية كل شخص، ودورهم في الحركة، وكان من بين المعتقلين أعضاء في جماعتنا "بن عكنون"، حيث تمكن أحد الزملاء وهو آيت شلوش يوسف بتدوين قائمة المعتقلين وهو داخل مركز الشرطة، وأتى بها إليّ بعد الإفراج عنه.
يعني أن المسيرة لم تنجح؟
بطبيعة الحال فقد أجهضتها مصالح الأمن قبل أن تنطلق أصلا.
ما نوع الأسئلة التي كانت تطرح على المعتقلين؟
هل لديك انتماء سياسي؟ ماهو؟ من كان صاحب فكرة المسيرة؟ هل لديكم نوايا ضد نظام الحكم؟....
هل كنت من بين المعتقلين؟
 لا.. لم أكن من بينهم، أنا كنت منظما ومنسقا، غالبية المعتقلين كانوا من العاصمة، ثم في ليلة 7 أفريل، أخذت بزمام الأمور داخل الجامعة والحي الجامعي، لأنني لم أكن طالبا وإنما كنت عاملا بمصنع "سوناكوم" بالرويبة.
كيف هذا؟ عامل وتسكن في الحي الجامعي؟
عامل وأسكن داخل الحي الجامعي، الجامعة كانت لي غطاء فقط، وجماعتي في الحي طلبت مني المكوث في الجامعة لعام إضافي ريثما أسلم المهام لمصطفى باشا أو صالح بوكريف..
يعني أنك مقيم بصفة غير شرعية؟
نعم، بصفة غير شرعية، ولكن كان لي غرفة بصفة قانونية، حيث أبلغت إدارة الإقامة بأنني لم أكمل الدراسة، ومنحوا لي الغرفة بكل بساطة.
لنعد إلى ليلة السابع إلى الثامن أفريل ماذا حدث؟
شرعنا في حشد طلبة لتنظيم تجمهر داخل الجامعة المركزية، وتنظيم تظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح باقي المعتقلين، أعتقد كان عددهم 12 أو 14 معتقلا، من بينهم الطالبان باشا مصطفى وصالح بوكريف، حيث أرسلنا طلبة ليلا إلى مختلف الإقامات الجامعية بالعاصمة لتبليغ الطلبة بالتجمهر.
لماذا كانت الدعوات مباشرة، هل كنتم خائفين من رد فعل مصالح الأمن؟
لا ... حتى أنه ليس لدينا الوقت الكافي لإعداد المناشير، وفي صبيحة الثامن أفريل، خرجت من الحي الجامعي ببن عكنون باكرا في حدود الساعة الخامسة صباحا، إلى الجامعة المركزية وفي حدود الساعة 11 صباحا وصل عدد الطلبة بالجامعة المركزية إلى نحو 5 آلاف طالب، أخذت الكلمة لأن أغلب قياديي الطلبة للعاصمة معتقلون، حيث طالبت في السلطة بإطلاق سراح المعتقلين، والاعتراف باللغات الشعبية منها الأمازيغية، وإنشاء تلفزيون باللغة الأمازيغية.
الجامعة المركزية معروفة وقتها بأنها مركز نفوذ الإسلاميين.. ألم يحاولوا استفزازكم؟
الإسلاميون يومها كانوا ملاحظين فقط وسيتدخلون فيما بعد.
وبعد؟
..لما أكملت الخطاب شكلنا لجنة لتحرير "أرضية مطالب" كانت بمثابة أولى مطالب انتفاضة الربيع الأمازيغي في 80، وهناك أرضية أخرى فيما بعد أرسلت من جامعة تيزي وزو إلى رئاسة الجمهورية .
ولكن لم تخرجوا إلى الشارع؟
لا.. لم نخرج إلى الشارع، لأن السلطة أطلقت سراح المعتقلين، في نفس الصبيحة، وذلك من باب محاولتها القضاء على الحركة دون استعمال العنف، وبعد 8 أفريل استمر النشاط السياسي داخل الجامعة بصفة علنية، حيث كنا ننظم تجمعات ومهرجانات بشكل يومي.
كيف كان رد فعل مصالح الأمن؟
في الأيام الأولى لم تتدخل الشرطة في العاصمة، باستثناء توقيف 135 شخص، لأن السلطة اعتقدت بأنها ستنجح في تطويق ذلك الغضب الشعبي بطريقة سلمية، طمعا في اندثار الحركة، ولكن القمع الحقيقي أتى في 20 أفريل.
كيف ذلك؟
لغاية 20 أفريل الطلبة كانوا يسيطرون على جامعة تيزي وزو، وكانت مسيرة من طرف الطلبة بصفة ذاتية، إلى أن تدخلت قوات الأمن لإخراجهم وذلك في ليلة 19 إلى 20 أفريل 1980.
أي نوع من مصالح الأمن تدخل؟
القوات الخاصة تدخلت، حيث أخرجوا الطلبة من الجامعة بصورة قمعية، وهناك من أخرجوا بدون ملابس إلى الشارع، لتشرع بعدها في اعتقالات عشوائية وبالجملة، مع ضرب الطلبة المحتجين بكل عنف، لدرجة انه تم حتى الاعتداء على طالبات... وهذا الحدث جند العاصمة من جديد.
كيف؟
جاءنا خبر مفاده أن مصالح الأمن قتلت 32 طالبا بجامعة تيزي وزو .
هل كان الخبر صحيحا؟
لا، لم يكن صحيحا، كان مناورة سياسية.
مناورة سياسية !.. من من ؟
التاريخ سيظهر صاحب الخبر.
ما الهدف من هكذا خبر؟
حشد التأييد من المواطنين.
ماذا حدث بعد تلقيكم هذا الخبر؟
احتلنا الجامعة المركزية، واستولينا على مطبعتها، ومدرج بن بعطوش، وأصبحت تسير ذاتيا كما في تيزي وزو لمدة أسبوع، وأنا تركت العمل والتحقت بالجامعة المركزية، وأصبحنا ننظم تجمعات يومية حتى في الشارع...وفي 21 أو 22 أفريل نظمنا تجمعا ضخما حضره  مواطنون للتنديد بقتل 32 طالبا، حيث كانت ساحة أودان إلى البريد المركزي مملوءة عن آخرها بالشعب، وزاد ذلك من راديكالية خطابنا ضد نظام الحكم..
مما يتكون الخطاب؟  
الخطاب كان للتنديد بقتل 32 شخصا وتسريح المعتقلين، ومطالب الهوية واللغات الشعبية وأيضا التنديد بالنظام الديكتاتوري، والتنديد كذلك باشتراكية المليارديرات والفساد، فانتقلنا بالخطاب من مطالبة خاصة بالهوية إلى مطالب سياسية كالحريات الديمقراطية والتنديد بالديكتاتورية. أتذكر بالخصوص تدخلات راشدي محمد وهو من مليانة وعربي اللسان ألهب صفوف المواطنين والطلبة بخطاب صريح حول معاناة الجزائريين.
ألم تتدخل قوات الأمن؟
بطبيعة الحال تدخلت ولكن عةة المشاركين في التجمهر كان كبيرا، إلى درجة أن قوات الشغب لم يظهر لها أي أثر داخل التجمهر، قبل أن أسمع شخصيا لضابط شرطة يطالب في جهاز راديو عناصره بالانسحاب إلى مقر الشرطة المركزية لعميروش.. وفي الغد من ذلك نظمنا مسيرة من الجامعة المركزية إلى البريد المركزي، حيث حاولنا الخروج عدة مرات إلى أن انتصرنا على قوات الأمن، وبدأت تصدر أوامر بالاعتقال ضد الأعضاء النشطاء، حيث أبلغني رفاقي بأن الشرطة تبحث عني، لأدخل بعدها في سرية، وأغادر جميع الأماكن التي اعتدت الظهور فيها.
 تفاصيل مسيرة 1977 التي وصل فيها الطلبة إلى قصر المرادية / الحلقة الثالـثة
هكذا اندلعت انتفاضة الربيع الأمازيغي في 20 افريل 1980
 القوات الخاصة... وقمع الطلبة بجامعة تيزي وزو
إشاعة سقوط 32 قتيلا بتيزي وزو ألهبت الجزائر العاصمة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-