رسالة بولينياك المؤرخة في 12 مارس 1830 الموجهة لملوك و أمراء أوروبا
من الأمير بولينياك إلى الدوق دي لا فال السفير الفرنسي في لندن
سيدي الدوق:
عندما وضحنا لحلفائنا وجهة استعداداتنا العسكرية في موانئ فرنسا فإننا ركزنا على النتائج التي يمكن أنا تقدمها لنا مع تحفظات قد تحدث بسبب مفاجآت الحرب، العديد من الحكومات طلبت منا تقديم توضيحات دقيقة حول الأهداف التي تسعى لتحقيقها من خلال حملتنا على إيالة الجزائر. صاحب الجلالة مستعد بأن يقدم بكل سرور هذه التفسيرات و قد سمح لي بأن أقدمها لهم و هي كالآتي:
- الإهانة العلنية التي وجهها الداي لقنصلنا هي السبب الجاعل للقطيعة إلى جانب مجموعة من الخروفات للتفاهمات منها التعدي على الحقوق المكتسبة عبر قرون من الزمن.
- الحصول على ترضية للإهانة التي لحقت بأحد ممثليه تعد تسوية عادلة للحقوق الفرنسية و تنمية لواجبات الداي التي ترفض القيام ب- إن الأهداف المتلاحقة أدت إلى تطور أهداف صاحب الجلالة، إن الداي قد حطم مؤسساتنا في سواحل إفريقيا و قلبها رأسا على عقب، إن ثلاث سنوات من الحصار لم تزد الداي إلا تعنتا فبدلا من منحنا تعويضات نجد أن كلامه لا يخلو من مطالبات و هدفها إرضاء غروره ضد فرنسا في النهاية فإنه لم يستجب لعروضنا السلمية التي حملها إلى قصره أحد قادة بحريتنا بالإضافة إلى تعرض السفينة التي كان على متنها المفاوضون و التي كانت تستعد لمغادرة ميناء الجزائر إلى طلقات المدفعية القريبة و بالإشارة من نفس القصر.الملك إذن كان مقتنعا أنه لا يمكن عقد اتفاق عملي مع الداي و حتى و إن أجبرناه على توقيع أي اتفاق فإن سيرة هذه الطغمة الحاكمة نظرا للأحداث القريبة لا تترك لنا أي ضمانات لاحترام هذا الاتفاق وأنه لا يجدد مرات عديدة و ينتهك أيضا مرات عديدة من طرف حكومة الجزائر.
ها، هذا هو الهدف الأساسي الذي أراد الملك تحقيقه.
- هذه الظروف أقنعتنا أنه لا بد أن نعطي للحرب مجالا أوسع و أن نضع أهدافا تتناسب و التضحيات الجسيمة التي تفرضها الحرب و الملك لن يضع أبدا حدودا لأهدافه من أجل انتزاع ترضية خاصة لفرنسا و قد قرر أن يجعل هذه الترضية لصالح المسيحية جمعاء، فالحملة التي أمر بالإعداد لها جميع جهوده و تبنى أهدافها هي:
• القضاء النهائي على القرصنة.
• الإلغاء النهائي لاستعباد المسيحيين.
•إلغاء الآتاوات التي كانت تدفعها القوى المسيحية للداي.
- هكذا ستكون – ستكون إذا أراد الرب أولا و ثانيا لجيوش الملك – نتيجة التحضيرات التي تجري حاليا في الموانئ الفرنسية، إن جلالة الملك خلص إلى وجوب تطوير جميع الوسائل الضرورية لضمان تحقيق النجاح، هذا و إن حدث في خضم هذا الصراع الذي سينشب إن رضخت الحكومة الحالية و حلت نفسها فإن الملك في هذه الظروف الخطيرة سيعمل مع حلفائه من تغيير النظام لصالح المسيحية و وضع نظام يسمح يتحقيق الأهداف الثلاثة التي وضعها الملك.
- يمكنك سيدي الدوق أن تنقل هذه المحادثات إلى علم حكومة صاحب الجلالة البريطاني و إن أراد اللورد ‹‹أبردين›› الحصول على نسخة من المراسلة فإن الملك يرخص لك.
باريس 12 مارس 1830