أولا : تعاطف العالم مع مأساة الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) :
نبدأ مقالنا بتقديم أحر العزاء المغمور بالحزن والألم لعائلة الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) ولكافة الشعب المغربي المغاربي و لجميع الرجال الشجعان الذين قاموا باتشال الطفل من البئر ، وكذلك لكل الذين تتبعوا عمليات إنقاذه من البئر وأنفسهم مشدودة للحظة التي سيخرج من هذه البئر ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
بدون شك أن قنوات العالم ووكالات أنبائها كانت حاضرة في مكان الحادث المأساوي ، وأنا شخصيا كنت أتتبع مراحل إغاثة الطفل المغربي ( ريان ) من خلال القنوات التالية : قناة العربية والعربية الحدث وقناة الجزيرة وفرانس 24 وأكتفي بهذه القنوات وهي للمثال وليس لحصر العدد ، أما وسائل الإعلام التي كانت تنقل تطورات عمليات الإنقاذ هذه فهي بالمئات والتي بعثت مراسليها بكل أجهزتهم التكنولوجية للتبع هذا الحدث الإنساني ...
ولاشك أن عشرات الآلاف من المدونين الجزائريين الأحرار قد تتبعوا بكل حسرة وألم من الجزائر تطورات ومراحل عمليات الإنقاذ التي بدأت منذ يوم الثلاثاء 02 فبراير 2022 إلى أن انتهت في حوالي الساعة 10 من مساء يوم 05 فبراير 2022 بإحراج الطفل ( ريان ) ، كما انتظر العالم ومعه المدونون الجزائريون الأحرار المتعاطفون إنسانيا مع هذا المصاب الجلل ، انتظروا بضعة دقائق أي منذ الإعلان عن خبر إنقاذه وفرحوا كما فرح العالم لنجاح عملية الإنقاذ في تلك الدقائق ، وكذلك نزل عليهم كما نزل على العالم الإعلان الرسمي لوفاة الطفل ( ريان ) ، ونزل علينا جميعا مغاربة وأحرار الجزائريين خبر وفاة الطفل ( ريان ) ، وكنا جميعا جزائريين ومغاربة نشارك في حدث فرض نفسه عالميا حيث بدأت تتقاطر برقيات التعازي على عائلة الفقيد الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) من كل بقاع الدنيا بدون استثناء ، من إفريقيا و أوروبا وآسيا والأمريكتين وأستراليا ، ولايزال لحد الساعة كثير من المدونين يعبرون علن أحزانهم لهذا الحدث الإنساني الجلل وينوهون كذلك بالجهود الإنسانية التي قام بها الرجال الذين كانت لهم الشجاعة وهم يقتربون بل و يدخلون تحت تلك الأنقاض التي وصفها كبار المهندسين العالميين بأنها عبارة عن تربة شديدة الهشاشة يمكن أن تتهاوى على من يقترب منها فما بالك بمن يغامر ويحاول الدخول في عمقها ، ومع ذلك دخل الرجال الشجعان تحتها ووضعوا أرواحهم على أكفهم في سبيل القيام بهذا الحدث الإنساني الذي اكتسب إنسانيته عالميا ، فإذا كان المرحوم الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) قد لقي وجه ربه الكريم فقد ترك وراءه بصمة مغربية مغاربية عربية إسلامية عالمية لشعوب تحب الإنسان وتحب الإنسانية وهي على استعداد للتضحية في سبيل الإنسانسة النقية الطاهرة ...
البوليساريو يعلن عن سقوط عشرات الجنود والضباط المغاربة يوميا على أيديهم ولا أحد يهتم بأخبارهم أبدا !!!
باستثناء مزابل إعلام عسكر الجزائر الحاكم وإعلام الذل والعار لمرتزقة البوليساريو فلا قناة عالمية واحدة أو وكالة أنباء عالمية واحدة تنشر أخبار المعارك الخرافية التي يروج لها إعلامهم البئيس بأنهم يقتلون كل يوم عشرات الجنود والضباط المغاربة ، فمنذ أن خرقوا وقف إطلاق النار يوم 13 نوفمبر 2020 تاريخ الإعلان عن فتح معبر الكركرات بين الجنوب المغربي وموريتانيا الذي أغلقه قطاع الطرق المحترفون من عناصر البوليساريو مستغلين الاختباء خلف درع بشري من النساء والأطفال وأقاموا قرب المعبر حوالي ثلاثة أسابيع إلى أن تدخل الجيش المغربي بكل مهنية ودون إراقة قطرة دم واحدة وفتح المعبر وطرد المرتزقة الجبناء الذين تركوا وراءهم أحذيتهم وبقايا بعض الأواني ولاذوا بالفرار حيث لايدري أحد أين اختفوا بسرعة البرق لكن بلا شك دخلوا إلى أقرب نقطة من الحدود الموريتانية ، منذ 13 نوفمبر 2020 تاريخ إصدار أول بيان عسكري لحثالة البوليساريو وهم ينشرون البيان العسكري تلو الآخر ولا ندري رقم بياناتهم العسكرية العنترية التي لا تروج لها سوى مزابل إعلام كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر وحثالة مزابل إعلام البوليساريو ...
ثانيا : البوليساريو وتخاريفه الحربية ضد المغرب لا وجود له إطلاقا في وسائل الإعلام العالمية :
وبعودتنا لمأساة الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) وما استقطبت من أعداد غفيرة من كبار وسائل الإعلام الدولية المرئية والمسموعة التي أنفقت الأموال للوصول إلى عين المكان والوقوف على جهود رجال الإنقاذ من أجل طفل مغربي مغاربي واحد ، وبعودتنا لهذه المأساة الإنسانية نضع الأسئلة التالي : هل هذه الجحافل من الصحافة الدولية من البلادة حتى تتحمل مشقة الوصول إلى المغرب ثم إلى قرية من قراه ليواكبوا لحظة بلحظة تطورات هذا الحدث الإنساني الذي اِلْـتَـفَّتْ حوله القلوب الإنسانية العالمية ؟ وبالمقابل لماذا يُغْـفِلُ العالم والصحافة الدولية كل تلك المعارك الدونكيشوتية لحثالة البوليساريو مع الجيش المغربي حسب مزابل إعلام كابرانات فرنسا وربيبتهم البوليساريو التي يسقط فيها عشرات الجنود والضباط المغاربة ؟ ثم لماذا تُغـْفِـلُ الصحافة العالمية معارك البوليساريو الخيايلة مع الجيش المغربي وَتَهْتَمُّ بطفلٍ مغربي مغاربي واحد اسمه ( ريان ) ؟
الجواب عبارة عن فضيحة تلطخ وجوه كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر وحثالة المرتزقة من البوليساريو الذين تَـسُـوقُهُمْ مافيا جنرالات الجزائر كالبهائم ، الفضيحة بدأت منذ أن سارعت قناة الغد بإرسال فريقها الإعلامي يوم 14 نوفمبر 2020 إلى بلدة المحبس بالصحراء المغربية بعد أن سمع العالم أن من إعلام البوليساريو أنه قد مسح هذه البلدة من على وجه البسيطة ، لكن بوصول طاقم قناة الغد إلى قرية المحبس القريبة جدا من الجدار الأمني الذي لا يبعد كثيرا عن مخيمات العار بنواحي تندوف الجزائرية ، بوصول طاقم قناة الغد إلى قرية المحبس وجدوها هادئة جدا والناس يتحركون في أزقتها و بين دكاكينها لقضاء أغراضهم وشراء حاجياتهم ولا شيء مما روج له إعلام المزابل الجزائرية وربيبتها البوليساريو ، وكانت هرولة طاقم قناة الغد إلى بلدة المحبس من أجل اقتناص سبق صحفي بالصورة والصوت من عين المكان وفي ظنهم أنهم سيجدون ركاما من حطام بلدة المحبس التي دَكَّهَا البوليساريو دَكّـاً في هلوساته الإعلامية العسكرية المنبعثة من الخيال المريض الذي تشبعوا به من شعب بومدين الحلوف الذي لا يزال إلى الآن يعيش نهاره في طوابير الخبز والزيت والعدس وغيره ويروح مساءا إلى منزله لينام جائعا لكنه يحلم بأيام صاحب ( الشلاغيم ) المقبور بومدين ....ومنذ أن نشرت قناة الغد ذلك الفيديو الذي لا يزال يتداوله الناس طيلة 15 شهرا ، لم تتجرأ أي وكالة أنباء دولية أو قناة تلفزية دولية أن تطوف ولو من بعيد بخرافة حرب البوليساريو مع المغرب ، ولم يبق سوى كابرانات فرنسا والبوليساريو هم الذين يَكْذِبُونَ و يَكْذِبُونَ و يَكْذِبُونَ تنفيذا لإحدى مباديء ( غوبلز ) وزير هتلر في نشر البروباغاندا والتي اعتمدها المقبور بومدين وأسس بها سلالة مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر ، والتي يقول فيها : اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدق الناس تلك الأكاذيب وتصبح مع الوقت حقيقة حتى لو حاولوا تفنيد هذه الأكاذيب وجدوا ركام الزمان قد أبرزها وأصبحت حقيقة ... لكن هل صمدت أكاذيب ( غوبلز ) أمام التاريخ الذي لا يرحم ؟ كلا ثم كلا ، لقد ماتت أكاذيبه وتَمَّ إقبارها مع سيده هتلر الذي مات ميتة مجهولة ، كذلك ستموت أكاذيب الكابرانات الحاكمين في الجزائر وستموت أكذوبة وجود البوليساريو نفسها وستعيش الشعوب المغاربية الخمس فقط ، نعم الخمس ولن ترى النور دويلة تزيد المُقَسَّمَ تَـقْسِيماً، أبدا وذلك هو التاريخ الذي يكتبه الزمان مع الأحرار في المنطقة المغاربية ، جاءت حادثة الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) العَرَضِيَّة أي غير المُدَبَّرَة لتفضح عورات كابرنات الجزائر ، حادثة استقطبت كل وكالات الأنباء العالمية و كل قنوات العالم الشهيرة لتغطي حدث الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) ولتصفع في نفس الوقت البوليساريو والكابرنات الحاكمين في الجزائر وشعب بومدين الحلوف وترسل إليهم رسالة مفادها : " يا بوصبع لزق ويا كابرانات فرنسا الذين تحكمون الجزائر ، إنكم بكل قفزاتكم البهلوانية إعلاميا وفضائحكم المضحكة لا تُسَاوُونَ جزءا من لحظة من لحظات الصدق الإنساني الذي عاشته الإنسانية في كل بقاع العالم طيلة أربعة أيام وهي تشد أنفاسها وعيونها على عدة قنوات تلفزية تنقل لحظات الحدث 24 على 24 ساعة لتعرف مصير الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) وهو في قاع البئر ، لقد أصبح الطفل ( ريان ) قضية حقيقية تتابعها كل وسائل الإعلام العالمية بمختلف اللغات في حين أن العالم يتجاهل ضجيج حكام الجزائر بأن للبوليساريو ( قضية ) وجاءت اللحظة التي قال فيها العالم لحكام الجزائر : إن قضية البوليساريو قضية مغشوشة نَسَجْتُمْ خِـرْقَـتَهَا الوَسِخَة من خيوط النصب والتدليس والأكاذيب والتخاريف والخزعبلات طيلة 46 سنة ، في حين خلقت حادثة الطفل المغربي المغاربي ( ريان ) خلقت الحدث العالمي في أربعة أيام فقط !!!!
أين أموال الشعب الجزائري التي صرفتموها يا مجانين قصر المرادين على قضية مغشوشة ؟ قضية تَوَّجْتُمُوهَا بفضائح فاقعة الألوان بدأت بتآمركم مع المستعمر الإسباني حينما زَوَّرْتُمْ جواز سفر بن بطوش واستقبله الاستعمار الاسباني وأحاطه بعنايته لأنه منهم وإليهم ، لأن بن بطوش وحكام الجزائر يدافعون جميعا من أجل عودة الاستعمار الاسباني إلى الصحراء المغربية لإقامة دويلة لقيطة تعيش بالحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية ، فهذا هو جهدكم لحل قضية البوليساريو ... ثم ختمتم هذا التتويج بسفاهتكم الدنيئة بقطع العلاقة مع المغرب وأنتم في خضم الإعداد لمؤتمر القمة العربي !!! فأي حمق هذا وأي خسة ودناءة هذه ، فأنتم تجتهدون لتفريق العرب وليس لجمع كلمتهم ... تبا لكم ، ونحمد الله أنكم رأيتم بأم عيونكم الفرق الشاسع بين القضية الحقيقية ( قضية الطفل ريان ) التي جمعت العرب والعجم في وسائل الإعلام العالمية المختلفة ، وبين خرافة البوليساريو التي اشتريتم مواقف منعدمي الضمائر بأموالنا ونحن نعيش زمن الجوع في خضم مليون طابور ...
نريد استرجاع أموالنا من البوليساريو لأن العالم شهد شهادة حق بأنه لا شيء ...
إنها حقا مهزلة المهازل تلك التي تَجَـرَّعَ عَـلْقَمَهَا كابرانات فرنسا الذين يحكموننا وعصابة البوليساريو التي ابتلعت أموالنا ، وتتجلى مهزلة المهازل هذه في اهتمام كبريات وكالات الإعلام العالمية وقنواتها بمأساة طفل مغربي مغاربي واحد اسمه ( ريان ) ، في حين أنه لا تزال عصابة البوليساريو نكرة مجهولة طيلة 46 سنة لدى هذه الوسائل الإعلامية العالمية ...
سمير كرم - الجزائر تايمز