الجزائر تستثمر في أرجل الدجاج
بينما البلدان المتقدمة تمر بنقطة انعطاف تاريخية تتمثل في الانتقال من الاقتصاد القائم على المعرفة إلى الاقتصاد القائم على الذكاء للأسف نجد الجزائر تأخذ منحى معاكساً يتجه نحو الاقتصاد القائم على الغباء فقد أعلنت وزارة التجارة في بيان لها عن تسجيل إرتفاع في حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات وأن أغلب هذه الصادرات عبارة عن أرجل للدجاج ولحوم القطط والكلاب والمصدرة للدول الأسيوية خاصة الفيتنام فبالله عليكم دول العالم تستثمر في علم النانو والذكاء الاصطناعي والجزائر تستثمر في ارجل الدجاج نعم هذه هي الجزائر الجديدة التي وعد بها الجنرال شنقريحة وكلبه تبون.
أخيرا وجدت القوة الإقليمية العظمى كنزا كبيرا سيغنيها عن آبار النفط والغاز. فقد نقلت وسائل إعلام جزائرية أن وزير التجارة كمال رزيق أشرف بشركة أفرو بروسس على إطلاق عملية تصدير منتوج أرجل الدجاج الطازج نحو دولة الفيتنام، وبعدها إلى دول شرق آسيا.
وبهذا تكون الجزائر قد أصبحت المصدر رقم واحد في العالم لكرعين الدجاج نحو دول شرق آسيا، وبهذا الاكتشاف الخارق ربما ستعتلي عرش الدول الغنية في العالم بأسره، وسيكفيها ذلك صعود ونزول أثمنة وأشعار المحروقات في العالم.
انها عبقرية الحكام الجزائريين الذين دأبوا على البحث بعناء لإخراج الشعب من الفقر والجوع، ولم يكيفهم الغاز والبترول الذي يتربعون على ريادته، ويدر عليهم مداخيل كثيرة ومنتفخة، ولكن البحث عن بديل للطاقة ناتج عن كون عائداتها لا تكفي الرؤوس الكبيرة، التي ينبغي أن تحصل على أموال طائلة بالداخل والخارج كتعويض لها عن تسييرها للشأن العام.
ولم تكف حام الجزائر الأراضي الشاسعة، التي يمكن القيام بعملية إحيائها واستثمارها، وتحويلها من أراضي قاحلة إلى أراضي خضراء منتجة، ولكن هذا الأمر فيه عناء كبير ومردوده قليل، لكن كرعين الدجاج مشروع مربح وآني.
هم الآن يفكرون في كرعين أفقر كائن داجن على وجه لبسيطة لاستغلاله شر استغلال.
ما قامت به وزارة التجارة الجزائرية شبيه بتحويل مطعم فاخر ومصنف خمسة نجوم إلى مطعم يبيع السردين والعدس. من ملايير النفط والغاز، التي يتم توزيعها على أقساط متعددة يذهب معظمها لجيوب الجنيرالات وحساباتهم في الأبناك الأوروبية، إلى بيع كرعين الدجاج "بجوج فرنك".
حاصل الكلام أن حكام الجزائر السابقين والحاليين ونجزم حتى اللاحقين يصلحون لممارسة السخرية فقط وليس للحكم، فقبيل أيام، قال عبد المالك سلال، الوزير الأول السابق، إن أوباما ألح عليه في شرب كأس خمر فقال له بشرط أن تمنحني قنبلة نووية. أمر مضحك للغاية. ووزير آخر قال في حوار على الشاشة إنه يوم ولد رأى النافذة.