أخر الاخبار

الجرائم النووية الفرنسية في الجزائر وآثارها المستمرة حتى اليوم


الجرائم النووية الفرنسية في الجزائر وآثارها المستمرة حتى اليوم

الجرائم النووية الفرنسية في الجزائر وآثارها المستمرة حتى اليوم

يزور وزير الداخلية الفرنسي الجزائر اليوم لمناقشة ملفات هامة بين البلدين. لكن، هل يعلم الوزير أن فرنسا لم تكتفِ بالقتل والتنكيل بالشعب الجزائري أثناء فترة الاستعمار فقط؟ بل ارتكبت جرائم نووية في حق الجزائر وشعبها خلال الفترة من 1960 إلى 1966، حيث أجرت 17 تجربة نووية، وفقاً لمسؤولين فرنسيين. بينما يعتقد مؤرخون جزائريون أن العدد الفعلي للتجارب أكبر من ذلك. أول تجربة نووية، المعروفة باسم "اليربوع الأزرق"، أُجريت عام 1960 في منطقة رقان بولاية أدرار جنوب غرب الجزائر، وتسببت في مقتل 42 ألف جزائري، إضافة إلى إصابات دائمة بسبب الإشعاعات النووية التي لا تزال تلوث المنطقة حتى اليوم.

جرائم ضد الإنسانية

أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، خلال ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية، أن آثار هذه التجارب النووية ستستمر لعقود. وأوضح أن استخدام فرنسا لمواد كيميائية خطيرة، مثل البلوتونيوم، في تلك التجارب، أدى إلى ظهور أمراض سرطانية وجلدية وتنفسية في صفوف السكان المتضررين، واصفًا تلك التجارب بأنها "وحشية" وصنفها كجرائم ضد الإنسانية.

التأثير المستمر على سكان الجنوب

بعد مرور أكثر من خمسين عامًا على تلك التجارب النووية، لا تزال الصحراء الجزائرية تعاني من آثار الإشعاعات النووية، حيث ارتفعت نسبة الإصابة بمرض السرطان بين سكان الجنوب. الأطباء يرجعون ذلك إلى التسريبات النووية المنبعثة من منطقة "الأصفار"، التي كانت مركزًا للتفجيرات النووية. وعلى الرغم من أن الجزائر نالت استقلالها عام 1962 بعد حرب تحرير دامت ثماني سنوات، إلا أن هذه التجارب النووية لا تزال تؤثر سلبًا على العلاقات الجزائرية الفرنسية.

تجربة "رقان" النووية

في 13 فبراير 1960، استيقظ سكان منطقة رقان في الجنوب الغربي الجزائري على دوي انفجار هائل في تمام الساعة السابعة وأربع دقائق صباحًا. هذا الانفجار حول المنطقة وسكانها إلى ميدان للتجارب النووية. أطلقت فرنسا على أول قنبلة ذرية لها اسم "اليربوع الأزرق"، والتي كانت تيمنًا باللون الأزرق المستخدم في علمي فرنسا وإسرائيل. وقع الاختيار على رقان كموقع للتفجير النووي في يونيو 1957، وبدأ العمل على تحضير الموقع عام 1958. تم بناء مدينة صغيرة في رقان تضم 6500 فرنسي و3500 جزائري، وعمل الجميع بجد لتحقيق نجاح التجربة في الموعد المحدد. بلغت تكلفة هذه القنبلة مليار و260 مليون فرنك فرنسي، بتمويل من إسرائيل، بعد اتفاقية مشتركة بين البلدين في المجال النووي.

آثار التجارب على سكان المنطقة

وفقًا للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، يعاني سكان منطقة رقان حتى اليوم من آثار هذه التجارب النووية، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان، وظهرت حالات العمى بين أولئك الذين شاهدوا التجارب. إضافة إلى ذلك، هناك ارتفاع في عدد وفيات الأطفال عند الولادة، وحالات تشوهات خلقية، إلى جانب زيادة حالات العقم.

تظل هذه الجرائم النووية جزءًا من التاريخ المظلم للعلاقات الفرنسية الجزائرية، وتشكل جرحًا لم يلتئم بعد في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-