بطل من ذهب.. القمودي أسطورة تونس الأولمبية
يبقى العداء محمد القمودي، من أبرز أساطير الرياضة التونسية والعربية، حيث تمكن من اعتلاء منصة التتويج، في 3 نسخ متتالية للأولمبياد، محرزا 4 ميداليات أولمبية، في إنجاز فريد لم يحققه أي رياضي عربي آخر.
ودخل القمودي مجال ألعاب القوى، وهو في سن الـ18، حين التحق بالجيش التونسي، وتألق في الفريق العسكري.
وهو ما جعل المشرفين على الفريق يختارونه لتمثيل تونس، في بطولة العالم العسكرية 1962، التي توج فيها القمودي بميداليتين ذهبيتين، في سباقي الـ5 آلاف والـ10 آلاف متر.
كما شارك مع منتخب تونس، في أولمبياد طوكيو 1964، ليهدي بلاده ميدالية فضية في سباق 10000 متر.
وكبرت طموحات القمودي، ليتمكن في أولمبياد مكسيكو 1968، من منح تونس أول ميدالية ذهبية أولمبية، في سباق 5 آلاف متر، إلى جانب فضية في 10 آلاف متر.
وفي أولمبياد ميونخ 1972، اكتفى البطل التونسي بميدالية فضية، في سباق 5 آلاف متر.
كما شارك في سباق 10 آلاف متر، لكن سقوطه على المضمار حرمه من الحصول على ميدالية أخرى.
واحتفلت اللجنة الأولمبية التونسية، يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بخمسينية الميدالية الذهبية للقمودي.
وقال البطل التونسي، على هامش الاحتفال: "هذا التكريم عاد بي إلى 50 سنة مضت، ونفض الغبار عن لحظات خالدة في مسيرتي الرياضية".
وتابع: "لحظة صعودي على منصة التتويج، لتسلم الميدالية الذهبية لسباق 5000 متر، والاستماع إلى النشيد الوطني، مشهد لن يُمحى من مخيلتي، حيث راودني شعور كبير بالاعتزاز، وأنا أهدي الفرحة لعموم الشعب التونسي".
وواصل: "تفاصيل السباق نحو الميدالية الذهبية يبقى في ذاكرتي، ومن ذلك نظرة العدائين المنافسين لي، حيث كانوا ينظرون لي ببعض الاستسهال، لا سيما في ظل ارتفاع يناهز 2500 متر، وتواجد عدائين أقوياء من إثيوبيا وكينيا".
وأردف القمودي: "لكن إيماني بإمكانياتي جعلني أفوز بالذهب، الذي كسبت من خلاله محبة الناس وتقديرهم، في كل جهات الجمهورية”.