أخر الاخبار

الجزائر ما بعد الاستقلال

في جويلية 1962 أقر المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه في ليبيا برنامجاً أعدته لجنة ترأسها أحمد بن بلة تناول في بنوده الإصلاح الزراعي، ومصادرة الأراضي وتوزيعها وإقامة تعاونيات فلاحية.

الجزائر ما بعد الاستقلال


وفي نهاية أيلول 1962 تم انتخاب فرحات عباس أول رئيس للجزائر وعين أحمد بن بلة رئيساً للحكومة. وقد أقدمت هذه الحكومة فيما بعد على حل الحزب الشيوعي، وحزب الثورة الاشتراكي (محمد بوضياف) وحزب مصالي الحاج.

عهد الرئيس أحمد بن بلة

وفي نيسان 1963 تولى بن بلة منصب سكرتير جبهة التحرير ثم انتخب في 23 أيلول بعد تبنيه لدستور رئاسي رئيساً للجمهورية لمدة 5 سنوات بالإضافة إلى توليه رئاسة الحكومة ومنصب القائد الأعلى للجيش، وقد استقال فرحات عباس من رئاسة الجمعية التأسيسية إثر هذه التطورات، ثم طرد من جبهة التحرير. ثم قام تمرد في منطقة القبائل يتزعمه زعيم جبهة القوات الاشتراكية حسين آيت أحمد والمسؤول السابق للولاية العقيد محند ولد الحاج الذي استطاع بن بلة التفاهم معه في حين ظل آيت أحمد متمرداً.

وفي تشرين الأول أمم بن بلة ما تبقى من المؤسسات الفرنسية، كما عطل الصحف التي كان الفرنسيون يشرفون عليها.

وفي تشرين الأول 1963 تحولت الخلافات حول الحدود مع المغرب إلى اشتباكات عسكرية حرب الرمال ما لبثت أن توقفت بعد توسط بعض الدول الأفريقية.

عهد هواري بومدين

في 19 حزيران 1965 ووسط الاستعداد لاستضافة المؤتمر الآسيوي الأفريقي، أطاح انقلاب عسكري تزعمه قائد جيش التحرير العقيد هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة وذلك نتيجة صراعات سياسية وخلافات على النهج العام للسياسة الداخلية.

وقد شكل هواري بومدين حكومة بنفسه تسلم فيها حقيبة الدفاع وأوكل إلى عبد العزيز بوتفليقة مهمة وزارة الخارجية، وكان هدفه كما حدد في بيانه إعادة تأكيد مبادئ الثورة وتصحيح أخطاء السلطة وإنهاء الانقسامات الداخلية. وقد اعتمد الرئيس بومدين في سياسته الداخلية على مبدأ السياسة التنموية لكافة قطاعات الإنتاج وتزامن هذا الأمر مع عمليات الإصلاح الزراعي في الريف التي انحصرت في تأميم الملكيات الكبيرة وتوزيعها على الفلاحين. وفي مجال السياسة الخارجية فقد وضع هواري بومدين العلاقة مع الفرنسيين على السكة الصحيحة وفق شروط ومعاهدات واستطاع استرداد الشركات الجزائرية من الفرنسيين رغم الاحتجاجات التي صدرت من الدولة الفرنسية، كما متّن العلاقات مع الاتحاد السوفياتي.

أما على صعيد الصراع مع إسرائيل فقد قامت الجزائر بدعم منظمات المقاومة الفلسطينية كما وعمدت إلى أخذ موقف متصلب من إسرائيل وبعد اتفاقية «كامب ديفيد» انضمت الجزائر إلى جبهة الصمود والتصدي كما شاركت في قمة بغداد التي أدانت هذه الاتفاقية.

ومنذ عام 1975 توترت العلاقات الجزائرية المغربية والجزائرية الموريتانية بسبب قضية الصحراء الغربية وظلت الجزائر ترفض تسليم إسبانيا الصحراء للمغرب وموريتانيا، فقد كانت تدعم جبهة البوليزاريو.

تصارع المجاهدون بعدها في نزاع السلطة، ومالت أخيرا لجماعة وجدة وجيش الحدود.

أعلن المكتب السياسي عن نفسه، مساء 22 يوليو/جويلية 1962 بمدينة تلمسان، قيادة عليا للجزائر المستقلة، بعد أن فشل في الحصول على تزكية أغلبية الثلثين، في آخر دورة لمجلس الثورة المنعقد بطرابلس من 27 مايو إلى 6 يونيو/جوان. ومع ذلك أكد في إعلان أنه قرر تحمل مسؤولياته في إطار شرعية مؤسسات الثورة لغاية انعقاد المؤتمر الوطني السيد. في إشارة إلى الأغلبية النسبية التي قدر تحالف أحمد بن بلة-هواري بومدين انه تحصل عليها في دورة مجلس الثورة المذكور.

والواقع أن أول قيادة للجزائر المستقلة كانت "سلطة فعلية" حــلت محل هيئة شرعية هي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، التي كان من المفروض أن تواصل مهامها غداة الاستقلال إلى غاية انتخاب المجلس التأسيسي. انتهت الفترة الانتقالية-الإضافية بعد وقت قصير في 20 سبتمبر الموالي، تاريخ انتخاب المجلس الذي تولى تعيين حكومة شرعية برئاسة أحمد بن بله.

عهد الشاذلي بن جديد

مرض هواري بومدين مرضا عضالا وعسر على الكثير معرفة سببه أدى إلى وفاته، بعده ترأس الجمهورية الشاذلي بن جديد.

أحداث 5 أكتوبر 1988

في يوم 25 سبتمبر بدأت ملامح ثورة شعبية وعمالية تلوح في الأفق بعد أن عقدت نقابة مؤسسة صناعة السيارات سوناكوم لقاء بالمركب، حيث ندد العمال، لأول مرة، بالفساد وببعض رموز الدولة، مرددين شعارات مناهضة لهم· أما في الأحياء الشعبية، فقد فتح، خطاب الشاذلي بن جديد، المجال واسعا للحديث عن قرب ثورة شعبية في الجزائر ضد رموز الدولة، كيف لا والأزمة الاقتصادية التي عرفتها الجزائر عام 1986 بسبب تدني أسعار المحروقات، وما صاحبها من تدن للقدرة الشرائية وإعلان عدد من الشركات الوطنية إفلاسها وعدم قدرتها استيراد القهوة والدقيق، ساهم في تأجيج غضب الشارع·

في 4 أكتوبر الذي كان يوم أربعاء، 1988 بدأت بعض القلاقل تظهر في أحياء شعبية معروفة كباب الوادي والرويبة والحراش، فانتشرت مصالح الأمن أو كان يسمى سابقا لدى عامة الناس بـ "الأمن العسكري"، عبر بعض هذه الأحياء لتقصي الحقائق ومعرفة ما كان يحضر له·

في 5 أكتوبر، وفي وسط باب الوادي، اعترضت مجموعة من الشباب سبيل حافلة وقاموا بإنزال كل ركابها وأضرموا فيها النار، ثم توسعت إلى باقي شوارع الحي العتيق حيث استهدف المواطنون كل ما يرمز للدولة، وانتهز العاطلون عن العمل، وكذا البسطاء، مؤسسات أروقة الجزائر ونهبوا كل ما فيها، وقد بلغ صدى هذه الاحتجاجات إلى أحياء "باش جراح" و"الحراش" و"الشراقة" و"عين البنيان"، ثم حتى الأحياء الراقية كالأبيار وبن عكنون وحيدرة، وتحولت الجزائر العاصمة، بأكملها، إلا بؤرة للاحتجاجات وأعمال التخريب والحرق ومحاولة اقتحام منازل عدد من الشخصيات التي كانت ترمز لنظام الحكم في الجزائر آنذاك·

أما المواطنون الذين لم يكونوا على علم بما يحدث وفضلوا المكوث ببيوتهم، فكانت آذانهم معلقة ببعض الإذاعات الدولية، خاصة "فرنسا الدولية" التي كانت تعطي بعض المعلومات عما يحدث، أما التلفزيون، فاكتفى ببث صور التخريب ونداءات تدعو للهدوء والتعقل·

يوم الخميس 6 أكتوبر 1988، امتدت المظاهرات إلى كل الأحياء الشعبية، وانقطعت الدراسة في المدارس والثانويات خوفا من أن تمتد المظاهرات إلى لثانويات ويلتحقون بالحركة، وذلك بأمر من وزارة التربية الوطنية·

يوم 7 أكتوبر 1988 المصادف ليوم الجمعة، حاول بعض قادة التيار السلفي في الجزائر قيادة مسيرة في شوارع باب الوادي انطلاقا من مسجد السنة الذي كان يتواجد به علي بن حاج، وقبل انطلاق المسيرة، دعا أحمد سحنون ومحفوظ نحناح المصليين للتعقل، غير أن هؤلاء لم يستجيبوا لنداءات الشيخين الذين كانا يحظيان بمصداقية لدى عامة الناس، وقد حاول كل من أحمد سحنون ونحناح وعباسي مدني التوجه إلى رئاسة الجمهورية لدعوة الرئيس الشاذلي بن جديد لوقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين وإطلاق سراح الموقوفين من المتظاهرين، لكن مصالح الأمن رفضت ذلك ومنعتهم من الوصول إلى مقر الرئاسة·

وفي المساء، أعلن الرئيس الشاذلي بن جديد، حالة الحصار وفرض حظر التجول ليلا في العاصمة وضواحيها، وانتشرت قوات الجيش عبر كامل أحياء العاصمة حفاظا على ما تبقى مما خربه المتظاهرون·

8 أكتوبر، بدأ عدد من الشخصيات والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومنهم علي يحيى عبد النور وعدد من ممثلي تيار اليسار، في التحرك للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين بعد أن تسربت معلومات عن تعرض العديد منهم للتعذيب، وامتدت هذه المطالبات إلى جامعة بن عكنون حيث عقد الطلبة والجامعيون جمعيات عامة تطالب بالإفراج عن الموقوفين·

يوم 10 أكتوبر، يظهر الشاذلي بن جديد على التلفزيون، ودعا المواطنين للتعقل، ووعدهم بغد أفضل، وبإصلاحات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، وكان الهدوء قد عاد إلى كل أحياء العاصمة وما جاورها·
وفهم الجزائريون أن ثمة تلميح لتغيير في نظام الحكم، وأن الجزائر مقبلة على الانفتاح، وهو ما تم فعلا، حيث رحل محمد الشريف مساعدية عن جبهة التحرير الوطني ليخلفه عبد الحميد مهري، وأقر الشاذلي دستورا جديدا أقر التعددية السياسية والإعلامية في الجزائر، وفتح مجال النشاط واسعا لكل التيارات السياسية مهما كانت انتماؤها، وأقر حرية التعبير أيضا، كما فتح المجال الاقتصادي للقطاع الخاص·

الانفتاح السياسي والتعددية

في هذه الفترة بعد أحداث أكثوبر شهدت الجزائر انفتاح سياسي وتعددية، لكنها في طريق النمو؛ فالناس غير معتادين الانفتاح على بعضهم أحزابا وحكومة والخوض في السياسة بطرق حضارية. ففازة فيها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ باللإنتخابات البلدية ثم التشريعية من الدور الأول بالأغلبية حسب عدد الجريدة الرسمية آن ذاك ولكن اجهضت العملية السياسية بعد أن استقال الرئيس الشاذلي بن جديد ودخلت البلاد في أزمة حادة نتيجة تدخل الجيش، واعتقل الآلاف ودخلت البلاد في العنف والعنف المضاد، واخذت السلطة آن ذاك بتشكيل المجلس الأعلى للدولة الذي ترأسه محمد بوضياف الذي كان مقيما في المغرب، وبعد اغتيال بوضياف دخلت البلاد في دوامة عنف أكبر شهدت العديد من المجازر ضد المدنيين بسبب الإرهاب الأعمى وقتل عشرات الآلاف وفقد الكثيرون، إلى أن اتخب الرئيس زروال الذي قاد حوارا مع الجماعات المسلحة المعارضة، الذي لم يكمل المصالحة، لكن بعد انتخاب الرئيس بوتفليقة الذي أتم عملية التهدئة وتوقف العنف المسلح بشكل كبير واستقرت أغلب مناطق البلاد خاصة بعد أن شرعت الدولة في القيام بمشاريع اجتماعية واقتصادية وفرت مناصب شغل للكثيرين بسبب تحسن أسعر النفط وانكفاء الجماعات المسلحة.

الجزائر في عهد بوتفليقة 1999-2019

حققت الجزائر في عهد الرئيي عبد العزيز بوتفليقة إنجازات تجسدت على أرض الواقع في عدة مجالات، السكن وترقية الوضع المعيشي للمواطنين.

أحد عشر عام من العمل داخليا وخارجيا، في مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتربوية. يمكن اعتبارها مرحلة التخطيط والبناء فقد تم بناء العديد من المدن الجديدة والأحياء عبر كامل التراب الوطني. فبعد المصالحة الوطنية شرع طاقم عبد العزيز بوتفليقة بعدة مهام، أوله بث الاستقرار والسلم، ثم الإصلاحات والتنمية. كما تم ترسيم الاعتراف (بتمازيغت) كلغة وطنية مباشرة في العهدة الأولى.

عمل على بناء قاعدة حضارية صلبة، تمكن الجزائر من التموقع داخل المنظومة الدولية الحديثة، بشيء من الفاعلية، وهو ما وضع له الرئيس عدد من المحاور أهمها حصة مليون سكن أخرى وترقية مستوى معيشة المواطن، وإدماج المرأة ضمن منظومة الفعل التنموي في كامل المجالات، وإبلاء التعليم العالي دوره الأساسي في الاضطلاع بحل مشكلات البلاد، والدفع من أداء المنظومة التربوية والقضائية، ومحاربة الفساد، والعمل على جعل الجزائر شريك جيد وجاد للمنظومة الدولية، وفي مقدمتها الدول الإفريقية والعربية، ناهيك عن قطاع الشباب والرياضة.

الجزائر في عهد عبد المجيد تبون 2020-

هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، ساهم بتحريره.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-