أخر الاخبار

جرّدهم القذافي من الجنسية.. حقائق عن قبائل التبو في ليبيا


جرّدهم القذافي من الجنسية.. حقائق عن قبائل التبو في ليبيا



"التّبو" قبائل بدوية تحمل هوية مختلطة زنجية وعربية.

استوطنوا الجزء الأوسط من الصحراء الكبرى الأفريقية، على امتداد الجزء الجنوبي من ليبيا والأجزاء الشمالية والغربية الوسطى من تشاد، وشمال شرق النيجر وأقصى شمال غرب السودان.

لا تُعرف على وجه الدّقة أصول قبائل "التبو".

ذكرهم المؤرخ هيرودوت في كتابه "تاريخ هيرودوت"، فنَسبهم إلى المجموعة الزنجية الإثيوبية أو الحبشية، وحدَّد مواطن سكنهم من فزان في ليبيا مرورا بتشاد وصولا إلى النيجر، مع امتدادات محدودة في الدول المجاورة خاصة السودان وأفريقيا الوسطى.

وفي الوقت الذي يصنف فيه الأمازيغُ التّبو على أنهم عرب، يعتبرهم العرب زنوجا، فيما يصنفهم الزنوج عربا.

تسميتان وقبيلتان أساسيتان


يتألف التبو من قبيلتين أساسيّتين هما: التدّا والدازا، تتحدث القبيلتان لغة خاصة بكل منهما لكنهما متشابهتان كثيرا، اختلطتا باللغات الزنجية والعربية والأمازيغية.

تُعرف هذه القبائل بتسميتين هما: "التّبو" و"القُرعان".

اختُلف في معنى "التبو"، فحسب كتاب "الأصل الواحد للغات العالم القديم" لعالم المصريات النمساوي لِيو رَينيش، هي تحوير لكلمة "تِحنو" وهو اسم أطلقه المصريون القدماء على قبائل استوطنوا غرب النيل.

وبعضهم قال إنها كلمة مركّبة من مقطعين: "تُو" ويُشير إلى جبال تيبستي شمال تشاد، و"بُو" وهي الشعب أو السكان وبذلك تعني شعب الجبل أو سكان الجبل.

أما تسمية قُرعان أو كوران، فوردت عند الرحّالة الأندلسي الحسن الوَزّان المشهور بِلِيُون الأفريقي في كتابه "وصف أفريقيا" حيث يقول: ".. أتوا من هذا خط السفر المفتوح حديثا بين فاس والقاهرة مرورا بصحارى ليبيا، غير أن المسافرين يمرون في طريقهم هذه بالقرب من بحيرة عظيمة تعيش حولها شعوب ساوو وكُوران".

مهنة الرعي


يعتمد "التّبو" على رعي الإبل والغنم في الصحراء الشاسعة، وهم يرتحلون من مكان إلى آخر بحثا عن الكلأ والماء لحيواناتهم، التي هي رأس مالهم.

كما يمارس "التّبو" أنشطة زراعية، لكن الرعي يبقى المهنة الرئيسية لهم.

مسلمون قاوموا الاستعمار


يدين "التبو" بالإسلام على اختلاف عشائرهم، وهم متصوّفون (طريقة إسلامية في التعبّد).

اشتهر "التّبو" بمقاومتهم للاستعمار، منهم مينا صالح وهو شيخ من الشيوخ الأقوياء في القطرون بليبيا قاوم المستعمر الإيطالي بشراسة، وعثمان كولي وهو مقاوم معروف بصلابته وشجاعته في مقاومة الاستعمار الفرنسي في النيجر.

التجريد من الجنسية


أكد إبراهيم عثمان، المتحدث باسم حكماء التبو، أن قبائل التبو عاشت حياة مليئة بالاضطهاد في عهد النظام الراحل، مشيرا إلى أن: "تبو ليبيا كان دورهم مغيب في عهد القذافي".

وأوضح عثمان: "كان القذافي يأمر بتجريد بعض قيادات التبو من جنسيتهم والزج بهم في السجون، وهو الأمر الذي انتهى بعد إسقاط نظامه؛ حيث رُدت الجنسيات وأفرج عن المجموعات التي كانت معارضة للقذافي".

ولفت: " كان هناك تهميش وإقصاء ممنهج من الحياة السياسية والاقتصادية.. كان يتعمد إقصاء التبو من أي حق في موارد الدولة الليبية سواء من الإسكان أو الوظيفة.. وفرض قبائل أخرى في مناطق التبو لمعاداتها كما حدث في الكفرة؛ حيث يقوم بإرسال هذه القبائل لفرض أجندتها أو لمعاداة التبو.. الكفرة كان سكانها لا يتجاوزون 10 الآلاف قبل عهد القذافي.. الآن بها طفرة سكانية كبيرة جدا نحو 50 -60 ألف نسمة وهو شيء غير متوقع حتى بالنسبة لمعدلات النمو العالمي".

وتابع عثمان: "كان هناك تزوير ممنهج في مستندات التبو وإعطائها لسكان آخرين.. نظام العقيد حاول عرقلة التواصل بين عائلات التبو في ليبيا مع أقاربهم من التبو في الدول الأخرى، بفرض تأشيرة ووضع حد للتواصل بين تلك القبائل، لكنه سمح بالتواصل في أواخر عهده.

وأكد متحدث حكماء التبو أنه لم يتم معالجة كل تلك العراقيل بالكامل، داعيا الحكومة الليبية التي سيتم انتخابها بالالتفات لمطالب التبو الليبي وتحسين مرافق المدن وبنيتها التحتية المتهالكة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-